بسم الله الرحمن الرحيم
حوار مع الشيطان بقلم الشيخ :عائض القرني
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
وسلم تسليما كثيرا حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت آذان الفجر اردت الذهاب الى
المسجد فقال لي:عليك ليل طويل فارقد
قلت:اخاف ان تفوتني الفريضة
قال:الاوقات طويلة عريضة
قلت:اخشى ذهاب صلاة الجماعة
قال:لاتشدد على نفسك بالطاعة
فما قمت حتى طلعت الشمس فقال لي في همس :لاتأسف على ما فات فاليوم كله اوقات
وجلست لآتي بالاذكار ففتح لي دفتر الافكار فقلت:أشغلتني عن الدعاء قال:دعه الى المساء
وعزمت على المتاب فقال:تمتع بالشباب
قلت:اخشى الموت
قال:عمرك لا يفوت
وجئت لأحفظ المثاني فقال:روح نفسك بالأغاني
قلت:هي حرام قال:لبعض العلماء كلام
قلت:احاديث التحريم عندي في صحيفة قال:كلها ضعيفة
ومرت حسناء فغضضت البصر قال:ماذا في النظر؟
قلت:فيه خطر قال:تفكر في الجمال فالتفكر حلال
وذهبت الى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال:ماسبب هذه السفرة؟
قلت:لأخذ عمرة فقال:ركبت الاخطار بسبب هذا الاعتمار وابواب الخير كثيره والحسنات غزيره
قلت:لابد من اصلاح الاحوال قال:الجنة لاتدخل بالاعمال
فذهبت لألقي النصيحة فقال:لاتجر لنفسك الا فضيحه
قلت:هذا نفع العباد فقال:اخشى عليك الشهرة وهي رأس الفساد
قلت:فما رأيك في بعض الاشخاص؟ قال:اجيبك على العام وعلى الخاص
قلت:احمد بن حنبل؟ قال:قتلني بقوله عليكم بالسنة والقران المنزل
قلت:فابن تيمية؟ قال:ضرباته على رأسي باليومية
قلت:فالبخاري؟ قال:أحرق بكتابه داري
قلت:فالحجاج؟ قال:ياليت في الناس الف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج
قلت:فرعون؟ قال:له منا كل نصر وعون
قلت:فصلاح الدين؟ قال:دعه فقد مرغنا بالطين
قلت:محمد بن عبد الوهاب؟ قال:اشعل في صدري بدعوته الالتهاب واحرقني بكل شهاب
قلت:فأبي جهل؟ قال:نحن له إخوة و أهل
قلت:فابو لهب؟ قال: نحن معه اينما ذهب
قلت:فالمجلات الخليعة؟ قال:هي لنا شريعة
قلت:فالدشوش؟ قال:نجعل الناس بها كالوحوش
قلت:فالمقاهي؟ قال:نرحب فيها بكل لاهي
قلت:ماهو ذكركم؟ قال:الأغاني
قلت:و ماعملكم؟ قال: الأماني
قلت:وما رأيكم بالاسواق؟ قال:عملنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق
قلت:كيف تضل الناس؟ قال:بالشهوات والشبهات والملهيات والامنيات والاغنيات
قلت:كيف تضل النساء؟ قال:بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحضور
قلت:فكيف تضل العلماء؟ قال:بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملاء الصدور
قلت:فكيف تضل العامة؟ قال:بالغيبة والنميمة والاحاديث السقيمة وماليس له قيمة
قلت:فكيف تضل التجار؟ قال:بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والاسراف في النفقات
قلت:فكيف تضل الشباب؟ قال:بالغرل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالاحكام وفعل الحرام
قلت:فما رأيك في ابو نواس؟ قال:على العين والرأس ولنا من شعره إقتباس
قلت:فأهل الحداثة؟ قال:اخذوا علمهم منا بالوراثة
قلت:فالعلمانية؟ قال:إيماننا علماني وهم اهل الدجل والاماني ومن سماهم فقد سماني
قلت:فما رأيك في الدعاة؟ قال:اتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون مابنيت ويقرأون اذا غنيت
ويستعيذون اذا اتيت
قلت:فماذا تقول في الصحف؟ قال:نضيع بها اوقات الخلف ونذهب بها اعمار اهل الترف ونأخذ بها
الأموال مع الاسف
قلت:فما فعلت في الغراب؟ قال:سلطته على اخيه فقتله ودفنه بالتراب حتى غاب
قلت:فما فعلت بقارون؟ قال:قلت له احتفظ بالكنوز يابن العجوز لتفوز فانت احد الرموز
قلت:فماذا قلت لفرعون؟ قال:قلت له ياعظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر
قلت:فماذا قلت لشارب الخمر؟ قال:قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب
التوبة معلوم
قلت:فماذا يقتلك؟ قال:آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء امسي
قلت:فما احب الناس إليك؟ قال:المغنون وأهل المجون وكل خبيث مفتون
قلت:فما أبغض الناس إليك؟ قال:أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد وعابد وكل مجاهد
قلت:اعوذ بالله منك.....فاختفى وغاب كأنما ساخ بالتراب وهذا جزاء الكذاب